لوسوسة عبارة عن اضطراب وقلق يبدأ بالتدريج فينتزع من صاحبه الثقة بل حتى اليقين , والمهم هنا أن نعلم علماً يقينياً وقطعياً أن التخلص من هذا البلاء ميسر وموجود بحول الله تعالى: ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) النساء-76
فأولاً- الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم , من نفخه وهمزه ونفثه , ومن شر هذه الوسوسة , قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )الأعراف-201
وصدق اللجوء إلى الله تعالى من الأسباب القوية والفعّالة , قال تعالى: ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ) الحج-15
ثانياً- الإعراض عنها , وقطع التفكير بها , والاسترسال معها , وقول آمنت بالله ورسوله , فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يأتي الشيطان الإنسان فيقول من خلق السموات فيقول الله ثم يقول من خلق الأرض فيقول الله حتى يقول من خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله ).
قد نواجه بعض الصعوبات والجهد في البدايات , إلا أننا بالصبر والحزم والثبات والعزم , وقبل ذلك الاستعانة بالله تعالى , سنقطف الثمار في نهاية المشوار , ونعيش في اطمئنان , وراحة بال واستقرار , وسنجد أنفسنا قوية نشيطة بإذن الله تعالى ولو بعد حين , وسنراها من الخيال بل ومن المحال , قال تعالى: ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ ) المجادلة-10
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).